إن أخطر شيء في الدين العقيدة؛ لأنها إن صحت صح العمل ،والإيمان بالله تعالى له موضع الصدارة في العقيدة، ولعل من أبرز موضوعاته شرح أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى. ولقد رغبت أن يكون هذا الشرح معتمداً على ما في الكتاب والسنة أولاً، وعلى آيات الله وفي الآفاق وفي النفس الإنسانية ثانياً، وعلى أفعال الله الدالة على وجوده و وحانيته وكماله ثالثاً، بحيث تغدو آيات الله القرآنية والكونية والتكوينية- التي هي مظهر لأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى- مصدراً أساساً لهذا الشرح ولا أدري مبلغ ما وقفت إليه من التعريف بالله رب العالمين من خلال هذه الطريقة، ولكن الذي أدريه أنني ما أدخرت وسعاً في تقريب هذه الأسماء والصفات والأفعال الإلهية من عقول الناس وقلوبهم، فلعلها تكون سبباً في معرفة الله المعرفة الحقة، التي تنجي من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة وتسعد الإنسان في دنياه وأخراه.
